اعلان

حوار هام بين الملك فيصل بن عبد العزيز والزعيم الفرنسي شارل ديجول

حوار هام بين الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله 

و الزعيم الفرنسي شارل ديجول


========


حوار قلب كل الموازين !!


روى الدكتور معروف الدواليبي يرحمه الله لقاء هام بين الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله و الجنرال شارل ديجول و يقول :
تحدث الجنرال شارل ديجول للملك فيصل قائلا له : " يتحدث الناس انكم يا جلالة الملك تريدون ان تقذفوا باسرائيل الى البحر و اسرائيل هذه اصبحت امرا واقعا و لا يقبل اي احد في العالم رفع هذا الواقع " .
الملك فيصل : انا استغرب كلامك هذا . ان هتلر احتل باريس و اصبح احتلاله امرا واقعا و كل فرنسا استسلمت الا (انت) ، انسحبت مع الجيش الانجليزي و بقيت تعمل لمقاومة الامر الواقع حتى تغلبت عليه ، فلا انت رضخت للامر الواقع ،و لا شعبك رضخ ، فانا استغرب منك الان ان تطلب مني ان ارضى بالامر الواقع .و الويل للضعيف اذا احتله القوي و راح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول ان الاحتلال اذا اصبح واقعا فقد اصبح مشروعا !! "

دهش ديجول من سرعة البديهة و الخلاصة المركزة بهذا الشكل فتغيرت لهجته و قال : "يا جلالة الملك يقول اليهود ان فلسطين وطنهم الاصلي و جدهم الاعلى اسرائيل ولد هناك "
اجاب الملك فيصل :" انا معجب بك لانك متدين مؤمن بدينك و انت بلا شك تقرا الكتاب المقدس اما قرات ان اليهود جاءوا من مصر ؟ غزاة فاتحين ؟ حرقوا المدن و قتلوا الرجال و النساء فكيف تقول ان فلسطين بلدهم و هي للكنعانيين العرب ؟ و اليهود مستعمرين و انت تريد ان تعيد الاستعمار الذي حققته اسرائيل منذ اربعة آلاف سنة فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط ؟ اتصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود و لا نصلحها لمصلحة روما ؟ و نحن العرب امضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها ."

قال ديجول : " و لكنهم يقولون ان اباهم ولد فيها ! ."
اجاب الملك فيصل : " غريب ! عندك الان مائة و خمسون سفارة في باريس و اكثر السفراء يولد لهم اطفال في باريس فلو صار هؤلاء الاطفال رؤساء دول و جاؤا يطالبونك بحق الولادة في باريس فمسكينة باريس لا ادري لمن ستكون !! "

سكت ديجول ثم ضرب الجرس مستدعيا بومبيدو (رئيس وزرائه) و كان جالسا مع الامير سلطان و رشاد فرعون في الخارج و قال ديجول : "الان فهمت القضية الفلسطينية اوقفوا السلاح المصدر لاسرائيل ."
و كانت اسرائيل في هذا الوقت تحارب باسلحة فرنسية و ليست امريكية .

يقول الدواليبي : و استقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة و في صباح اليوم التالي و نحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الامريكية و كنت حاضرا ( الكلام للدواليبي ) و قال له : " ان اي نقطة بترول تذهب الى اسرائيل ستجعلني اقطع البترول عنكم و لما علم بعد ذلك ان امريكا ارسلت مساعدة لاسرائيل قطع عنها البترول و قامت المظاهرات في امريكا عام و وقف الناس مصطفين امام محطات الوقود و هتف المتظاهرون " نريد البترول و لا نريد اسرائيل" و هكذا استطاع الملك فيصل رحمه الله بحديثه مع ديجول و ما نتج عن هذا الحديث و بموقفه البطولي في قطع البترول ان يقلب كل الموازين في هذه الفترة .
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات